أقيم بهذه الديار منذ خمسة أعوام ، تقلبت عدة أفكار لدي في هذه الأعوام حتى تآمر عقلي علي ولم أعد أثق بأي شيء إلا بالله سبحانه وتعالى !!
لم يعد الإنسان يستطيع أن يفهم ما يدور حوله سواء على المستوى الشخصي من أصدقاء أم مصالح أو على المستوى الإجتماعي من محبة أم مجاملات أو على المستوى السياسي من علاقات أم مؤامرات !!
ترى الدلائل أمامك واضحة وتعرف أنه الحق لكن ترى تكالب الناس عليه ومهاجمته بشراسة تجعلك تفكر هل هم مغيبون عن الحقيقة أم يعلمونها وفقط يكابرون !!
الإعلام بهذه الديار ينخر في طبقات مجتمعهم حتى فككهم لفصائل طائفية سياسية وإن لم يبديها المجتمع علناً لكن هي واضحة كتصرفات ، في بعض الأحيان أفكر أن لا لوم عليهم فإعلامهم هو من ظللهم لكن من جهة أخرى يستطيعون معرفة الحقائق بعدة طرق وخاصة مع الإنفجار التقني بالإتصالات بضغطة زر تعرف كل شئ !!
هجوم شرس على الرئيس الحالي من قبل الحزب الجمهوري على واقعة مدينة بنغازي الليبية قبل ثمانية أشهر عندما قُتل السفير الأمريكي ومن معه من مسؤولي السفارة وحجتهم أن الرئاسة غطت على فضيحة فشلها في حماية السفارة حتى لا تضرها بالإنتخابات السابقة ويريد الحزب بقيادة أكبر شبكات التلفزة (FOX) أن يجعلوها كقضية Watergate التي أطاحت بأحد الرؤوساء الأمريكيين (نيكسون) كي يطيحوا بالرئيس الحالي وقد صرحوا بذلك ، طبعاً هم يحاولون إشعال هذه القضية بكل وسيلة في المجتمع لكن المجتمع مهتم بقضيتين إجتماعيتين أكثر منها وهي قضية قاتلة حبيبها وترافعت هذه القضية عدة مرات حتى إعترفت ، والقضية الأخرى هي الأكثر بشاعة لرجل لا يمت للرجولة ولا الإنسانية بصلة فقد إختطف ثلاثة مراهقات من نفس الحي وحبسهم في بيته لمدة عشر سنين في قبو منزله ناهيك عن إغتصابهم وسفاحهم والأشد حرقة أنه كان يساعد أهالي المخطوفين بالبحث عنهم والمساعدة !! فهذه القضيتين أخذت أكبر حيز من المتابعة حتى في عالم التواصل الإجتماعي والأخبار من قضية بنغازي وهذا مما زاد غضب الحزب الجمهوري وأدواته !!
سردي للأحداث السابقة فقط هو كمثال لفترة بسيطة ماضية عن كيفية تفاعل الإعلام وتآمره وإشغال الرأي العام فالشعب هنا مغيب عن العالم وما يحدث فيه ، لم أشاهد قناة واحدة تعرض أحداث سوريا الأخيرة إلا ذكر الضربة الإسرائيلية وموافقتهم عليها من باب الدفاع عن النفس !!
أما المشهد الدولي فالمؤامرات والفتن أصبحت حدثاً عادياً فأصبح خبر وقع إنفجار وقتل عدد من المارة كأي خبر وأصبح جزءاً من حياتنا الإخبارية اليومية من حضر ودّع وإستقبل !! مناظر الأطفال والنساء القتلى في سوريا لا يوجد لها مثيل في تاريخ الإجرام والمؤامرات !!
كل دولة اليوم تريد أن تنجو بنفسها من هذه المؤامرات بعقد الصفقات وبيع الذمم على حسابنا ، لكن السؤال الواقعي هو من أعطاهم هذا الحق في تحديد مصيرنا ؟
الجواب هو .. نحن !! لأننا ضعفنا وإنكسرنا وتحللنا من قيمنا وشيمنا حتى فيما بيننا فلا بواكٍ اليوم على ماضينا التليد فمازال بهذه الأمة الأمل دامت توكلت وإستعانت ورجعت إلى الله سبحانه !!
سلمت يمينك أبا راكان …. فعلاً أجدت
شرفتني بالزيارة والتعليق الكريم .. 🙂
كلام جممميل ويصف الواقع ★☆
شاكر لك مرورك وتعليقك اللطيف
🙂