عجيب أن يكون هذا هو نقاش التدوينة فكيف أن يكون طبيباً بدون عمل والأسوأ طبيب أسنان فالكل يراها من أفضل المهن بحسب الإحصاءات العالمية !!
نظرة للوراء لنرى مدى فداحة التخطيط ، قبل عام 2000م لم تكن هناك غير كليتين لطب الأسنان بالمملكة وكانت تبني وتصقل طبيب أسنان مميز يغطي في القطاعات بكل كفاءة لكن فجأة ظهرت النظرة من عدة جهات وأولها هيئة التخصصات الصحية بضرورة زيادة عدد الأطباء وعليه زيادة كليات طب الأسنان والتوسع في عدد الكليات كون الزيادة العددية للسكان تحتاج وخاصة لتغطية الأطباء السعوديين بالأطباء الأجانب والنسبة بين كل فترة وفترة تتفاوت حسب نظرة المسؤول وعلى ما سمعته “أكره ما أرتكز عليه بدلالاتي هو هذه الكلمة ما سمعته” طبيب أسنان واحد لكل 3000 مواطن وما وصلنا له الآن على ما سمعته للأسف حالياً طبيب أسنان واحد لكل 1500 مواطن ، هل تظن أنه خبر جيد في خلال ما لا يقل عن 19 عاماً أن تصل لهذه النسبة !! هذه كارثة تخطيط ولا أسوأ منها إلا التبريرات المخدرة أن الأمور جيدة وأننا في الطريق الصحيح !!
تخبط في وزارة التعليم بهذا العدد الغير مدروس من كليات طب الأسنان وأقلها أخذ الخبرة من دول سبقتنا فهذا العدد من الكليات والخريجين كبير وغير منطقي والأسوأ لم يكن هناك تخطيط مع وزارة الصحة والعمل لإستيعاب المخرجات فكانت الكارثة وهذه العطالة الغير مبررة !!
وقفات عامة:
- لم يتم أخذ عدد السكان بالشكل الصحيح فالواقع أننا ثلاثون مليون نسمة وتقلصت لعشرين مليون نسمة لكن التوزيع الجغرافي واسع فعدد السكان بالوسطى والغربية كبير وما يقارب أغلب سكان المملكة فليس من المعقول وضع عدد كليات إضافية في المناطق الأخرى وكنسبة صحيحة فالتقارب لجعل لكل 3000 مواطن طبيب أسنان واحد لابد أن يكون على حسب عدد سكان المنطقة وليس على حسب الإحصائية العامة لعدد السكان في المملكة !!
- هناك عمر إفتراضي للطبيب لإحلاله بطبيب جديد ولم يتم أخذ هذا المعيار بالإعتبار وكانت المشكلة بتوفر طبيب جاهز وآخر مازال على رأس العمل ولازال قادراً على العطاء ، فالمفترض جعل الخطة للإحلال بناءً على فترة لا تقل عن 15 إلى 20 سنة حتى يعطي الطبيب كامل عطائه !!
- عيادات وزارة الصحة ليست جاهزة ولا توجد لها آلية لتنظيم أدائها ولا توجد صيانة والغالب معطل ولا أعلم ما المشكلة بإصلاحها فهم من بحاجة هذه المخرجات من الأطباء لحل تراكم المرضى
- وزارة التعليم لديها مشكلة بتعيين المعيدين وتوظيفهم فالجامعات متفاوتة في التعيين والإبتعاث والأداء والميزانيات
- برامج التخصص الدقيق فُتحت بشكل عشوائي وغير مجهزة وتفاوت مستوى الخريجين من التخصص الدقيق بشكل ملحوظ
حلول عامة:
- هيئة التخصصات الصحية تحتاج إعادة تقييم للوضع العام وإعادة تغيير ترقية أطباء الأسنان في رتبهم وتفاوت سنوات ترقية الدرجة بين العام والأخصائي والاستشاري أو إلغاء التصنيف بينهم وجعلها عام ومتخصص
- مراكز تدريب التخصصات الدقيقة تحتاج إعادة تقييم وتهيئة ووضع اللوائح التي تضع حداً بين صلاحيات الهيئة والجهة المدربة وإعطاء الجهة كامل المميزات والميزانية التي تحتاجها وإعطاء الكادر المشرف حقوقه
- وضع آلية واضحة وعادلة للدرجات العلمية التي تصنف الطبيب المتخرج بدرجة دبلوم وماجستير ودكتوراة من أي جهة كانت داخلية أم خارجية أو جامعية أم كلينيكية فالوضع يعتمد على رأي شخصي بحت بدون معيار واضح
- وزارة الصحة وعياداتها ووظائفها لابد أن تتغير ولابد من آلية لصيانة العيادات وفتح الوظائف والتفاهم مع وزارة العمل بإستحداث الوظائف وتغيير طريقة العمل بفترات صباحية ومسائية وإعطاء الطبيب حقه بالعمل في الخاص والعمل بحرية بدون قيود فالمواطن يعاني !!
- النظر في وضع عيادات الخاص وآلية العدل بين الطبيب والمالك والمريض وقائمة الأسعار وجودة العلاج والراتب فالوضع واضح أنه غير مرضي لكل الأطراف ولا توجد مكاشفة صريحة بمستقبل الخاص والوضع الحالي يعتمد بشكل كبير على العلاقات الشخصية وتسيير الأمور بشكل أعرج !!
- وزارة التعليم عليها غلق كليات طب الأسنان الأقدم ومن بها عدد كبير من الطلاب وتحويل مسارها لدراسات عليا بالتخصصات الدقيقة ودمج الكليات الصغيرة وبها توفر الطاقم الأكاديمي وتزيد جودة المخرجات وفرص العمل
همسة:
- الطلاب والطالبات إجتهدوا في دراستكم وتميزوا وتذكروا أن توفيقكم ورزقكم من الله سبحانه ولا تعتمدوا فقط على ما تتلقوه وطوروا مهاراتكم خارج ما يتم تدريسه لكم فالمنافسة عالية
- الخريجين والخريجات من لديه وظيفة فليحمد الله ويراعي ضميره وأمانته بالعمل ويحرص على تطوير مهارته وعيادته وأما من لا وظيفة له فلا تيأس ولا تستسلم مهما طالت فترة عطالتك فالرزق من الله ولا تعتمد على بشر فكلنا في خدمتك ومساعدتك وطور نفسك بالدورات والتقديم بكل الأماكن وتذكر دائماً أنك طبيب مميز مهما صدمتك الأحوال ولا تتحطم بكلمة من أحد وارفع معنوياتك دائماً وجرب كل تجربة أمامك مهما كانت بنظرك أقل من مستواك فهي تجربة تضاف لسيرتك الذاتية وتبني همتك وصلابتك
- الزملاء والزميلات من المتخصصين الأكاديميين والأخصائيين والاستشاريين خففوا حدة نقاشكم ومجادلاتكم مع زملائنا من الطلاب والطالبات والخريجين والخريجات فنحن كنا مثلهم لكن وفقنا الله لما وصلنا إليه والدنيا دائرة لا تعرف كيف تنقلب الأمور والأحوال فالدوام لله سبحانه
وأختم .. “سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك“
الله يفرج الكربه ويرزقنا ويعوضنا والمسلمين كل خير
آمين .. الله يوفقكم
كلام يثلج الصدر صراحة
الله يحييك ويصلح الحال 🙂
تحية لدكتورنا الامين ..
اولاً :اشكرك على صراحة وصدقك .. وطرحك المتميز الهادف .. المقال شخص القضية (والتي لا ازال ارى انها بطالة وهمية لان الحاجة للكادر الطبي في طب الاسنان لاتزال كبيرة والدليل ان المستشفيات الكبيره بعض الاقسام فيها لايوجد بها طبيب اسنان مقيم والاغلبية مكلف من مدينة طرفية )
ثانيا: لحل اشكاليه العطالة تحتاج لشيء واحد “الى اناس امنين وصادقين ويرغبون بحل الموضوع ” هنا سنجد الكثير من الحلول ترى النور
ثالثا: ايقاف كثير ممن يتعمد الاحتكار “يأكلون الاخضر واليابس” غير مبالين بالانتاجية وكل همهم show off
رابعاً: يجب ان يكون هناك تدوير للمناصب وتوزيع للمهام وان يكون هناك احصائيات بالانتاج العلمي والطبي .
(يوسفني ان اقول ان هناك الكثير من الدكاتره للأسف عوضان يعلم الطلبة الامانه الطبية والحقوق الفكرية يقوم بسرقة ابحات طلبة الامتياز ونسبها كاملا له وعدم ضم اسمائهم ، وليته على شيء يسوى اغلبها questionnaire ويصفقون لبعض بالمؤتمرات
خامسا :ايجاد لجنة مختصة وافضل ان يكون بها لجنة تحتوي محامين لحفظ حقوق الاطباء وخصوصا الرزدنت لمايعانونه من تسلط بعض الاستشاريين وحفظ حقوقهم .
سادساً: تدوير المناصب دائما ومنع المناطقية والقبلية و التميزبحسب )gender )وان يكون هناك لجنة عليا تتضمن اطباء من تخصصات عدده للنظر بقبولات البورد والتدقيق بالنتائج
سابعاً :تفعيل الجامعات وان يكون لها برامجها الخاصة كما هو معمول به بجميع انحاء العالم .
وسلامتكم
يا هلا 🙂
نقاط كلها مهمة والمؤسف أنها سهلة التطبيق لكن تحتاج أمانة وإخلاص في العمل
شاكر مرورك العطر
تحية خاصة لك دكتور عبدالعزيز ،
صراحة من أرقى الدكاتره خلقاً وأخلاقاً، نتمنى لك التوفيق دائماً
الله يمسيك بكل خير يالغالي،،
حياك الله 🙂
نورت المدونة .. الله يوفقك
سبحان الله العظيم.
عطالة أطباء الأسنان
فعلا والله العظيم. كم مررتُ على مستشفيات كثار وأجد أطباء أو طبيبات
فقط ينعدون على الأصابع في المستشفى الواحد.
وفي أماكن أخرى والله لا يوجد طبيب.. واسأل يقولون في اجازه. وبرجع بعد شهر أو شهرين..
طيب المتخرجين والمتخرجات الا متى يسكتون ليش مايرفعون شكواهم لله ثم لاصحاب الشأن. في الوزاره..
أسأل الله التوفيق للجميع
والله يسعدك حينما طرحت هذا الموضوع.
الراقي فعلا.
وكم أعجبتني الهمسة الاخيره
فيها التشجيع والحماس
أتمنى لك السعادة
همس الليالي
شكراً على مرورك 🙂
تصور أن المقال مكتوب في سنة ٢٠١٩ ونحن الان على مشارف سنة ٢٠٢٢ ولا زالت المشكلة تتفاقم بلا حلول عملية جادة، أتمنى أن يتم إيقاف القبول لهذا القسم إلى حين إيجاد تحركات وزارية لحل مشكلة تكدس الخريجين خلال الخمس سنوات الأخيرة.. جزاك الله خيرا على تسليط الضوء على مشكلة حقيقية حلولها بسيطة وقابلة للتطبيق.. بالتوفيق دكتور
حياك الله 🙂
شاكر مرورك الكريم والله يعيين وييسر الأمور