هو عيد مسيحي يقدم فيه المحبون هدايا لبعضهم البعض ، الهدف من هذا العيد ليست الهدايا نفسها لكن الأشخاص الذين يتبادلون الهدايا فهي تعبّر عما بداخل هذا الشخص للطرف الآخر وليس بالضرورة أنهما عشيقان لكن أيضاً أصدقاء وحتى أطفال ولهذا فاللون الأحمر هو اللون السائد لهذه المناسبة كونه التعبير للحب
نأتي لأساس الموضوع وهو التحضير السنوي لدينا بتجهيز العدة والعتاد لصد ومنع كل ما هو أحمر اللون قبل هذا اليوم ، لست بصدد الدخول في المانع الشرعي وليس حباً لهذا العيد ولا أعيادهم لكن ما يهمني بشكل عام سواء هذا العيد أو غيره من الأعياد هو محاولة الترسيخ الفكري وإستقلالية التفكير مع فرض الوصاية على العقول
نحن لدينا شخصيتنا وفكرنا الذي يعطي الإنسان العقل ليفكر ويعرف ما هو مُقدم عليه .. أهو صحيح أم خاطئ ؟ عندما تريد توجيهي فلابد أن تكون هناك ضوابط للتوجيه ، هناك توجيه ونصيحة المحب وهناك توجيه وتوبيخ المتسلط ، فالفرق شاسع بالرغم من أن شعرة بسيطة تفصل بينهما !!
التصدي وسحب كل ما هو أحمر ليس حلاً وليست طريقة للتحاور المتعقل مع شباب وشابات بهم من الحماس والطيش في أغلب الأحيان لعدم وجود التوجيه الأسري ، فرض الشئ بالقوة وبهذه الصورة لابد أن تولد عداءاً شديداً من كل الجهات الداخلية والنتيجة دائماً عكسية وهي التحدي والتعنت ومواجهة هذا الإجراء ، فماذا إستفدنا ؟
سؤال بسيط .. لماذا ينجذب الشاب أو الشابة لمثل هذه المناسبات أكثر من مناسباتنا ؟
فمن خلال هذا السؤال تُبنى طرق العلاج وليست طرق البتر وهو ما يجعل الهوة عميقة بين الأطراف ، هل لم يجدوا فيما يملكون هذا الجذب ؟ هل بحثوا فيما يملكون عما يجذبهم ؟ هل هناك من حاول جذبهم لما يملكون ؟ هل الإنحلال والتعبير بالحب للعشيق لا يكون إلا في هذا اليوم وهل هو مقتصر على هذا اليوم ؟ هل نحن مجتمع مثالي لا تشوبه مشاكل ولا ذنوب وأن العشاق لا يتقابلون إلا في هذا اليوم وهذه المناسبة ؟
أسئلة جريئة وإجاباتها متفاوتة تعتمد على بيئة الإنسان التي نشأ عليها بالرغم أن هذا الإختلاف من المفترض أنه غير موجود كون ديننا واحد وتعاليمه واحدة وعليه فنظرة المجتمع واحدة لكن الواقع خلاف هذا فهذا متشدد وهذا منفتح وطرف جديد يسمى مرن حسب الجو السائد وما تقتضيه المصلحة العامة !!
وختاماً فلين الجانب والأخذ بالحسنى هو السبيل لعقل وقلب الإنسان لقول الشاعر إيليا أبو ماضي “كن بلسماً إن صار دهرك أرقما * وحلاوة إن صار غيرك علقما”
لأننا مجتمع جافّ يستنكر الحبّ، ويتقبل المشاعر العكسية باعتبارها قوّة.
مجتمع جاف لدرجة ان منظرك وانتي شايلة ورد مُلفت
ومن الابتلاءات، وجود ذوي الأحاسيس المفرطة في هذا المجتمع
>> البيت الاخير يصف شخصيتك يا دكتور وصف دقيق وكأنه كُتب لك
الله يسعدك ويوفقك 🙂