وصلت هذه الديار يوم 22 من شهر أغسطس في عام 2008م ولم أستطع العودة لوطني الحبيب لعدة ظروف أهمها مشاكل تصاريح (فيز) الدخول وتعقيدات تجديدها فهي مخاطرة أن أخسر كل ما قمت به في مشواري بأي لحظة أخرج فلا أستطيع العودة لتكملة ما تبقى منه !!
أربعة سنين وعشرة أشهر والآن شارفت رحلتي على النهاية فكلها أيام قليلة وأعود !! كم يا ترى من أشياء تغيرت في وطني ؟ كم من صغار كبروا ؟ كم من كبار توفوا ؟ كم وكم وكم لكن الأهم كيف حالكم يا والديًّ العزيزين وأخواتي الغاليات فلا أملك إلا أن أرجو من الله أن تسامحوني على بعدي وتقصيري
الكثير ممن حولي يقول لي أن سأحتاج لفترة حتى أتأقلم على الإنتقال لكن بصراحة لا أرى أني أحتاج لذلك فمنذ قدومي وأنا لا أحاول الإنقطاع عما يجري ويدور بوطني العزيز وخاصة مع وسائل الإتصال الإجتماعية !!
شغوف لبيت الله ومكة الطاهرة ولعمرة تجدد حياتي ، شغوف لعودة تذوق لذة شهر رمضان وأجوائه ، شغوف لأرى ما صارت إليه الكلية والجامعة التي سأعود لأعمل بها ، عدة أشياء تخالجني في هذه اللحظات عندما أتذكر ذلك الزمن الجميل !!
كنت أفكر كيف سأوجز تجربتي السابقة في هذه الديار فرأيت أن أضعها في صورة وقفات:
وقفة دينية .. لم أواجه بصورة شخصية أي عقبة دينية في هذه الديار لا من ناحية إضطهاد أو تعصب لرأي ، بالرغم من أن غالبية من تعاملت معهم بمقر دراستي وعملي هم من اليهود لكن مهما كانت الديانة أو إن كانت هناك كراهية مبطنة لا يُظهرونها فهنا قانون يُحترم ويحفظ حقوقك !!
وقفة سياسية .. كانت كل الأمور هادئة حتى أتت تفجيرات ماراثون بوستن فأصبح هناك تشديد على الطلاب وخاصة العرب والمسلمين منهم وبالذات في المطارات ، لكن الحق يقال في أننا ببعض تصرفاتنا نوجس الريبة لدى مجتمعهم فليس بالضروري أن ما تراه ببلدك شئ معتاد أن يكون كذلك هنا وما أقصده ليس الطابع الديني لكن الطابع الإجتماعي من ناحية نوعية الأطعمة وطريقة طهيها وإحضار مكونات وأدوات خاصة لها من بلدك !!
وقفة إعلامية .. هذا هو أسوأ ما رأيت في هذه الديار فبعض إعلامهم لكن للأسف القوي منه متضارب متناحر ولا أبسط من تشتيت مادة سياسية داخلية بموضوع العرب والمسلمين وإثارة الذعر بين المجتمع وإحداث شروخات بين طبقات المجتمع بين مؤيد ومعارض !!
وقفة علمية .. أحترم شغفهم للعلم وإحترامهم للوقت وتوفير كل الإمكانيات لأي فرد بدون تفرقة لأصوله فهم لا يبخلوا أو يحتكروا المعلومة عنك بل بالعكس يفرحوا أن يروك متفوقاً وتعود لبلدك بما حصلت عليه !!
وقفة صحية .. من لا يملك تأميناً طبياً في هذه الديار فهو في وضع لا يحسد عليه فالخدمات الطبية جيدة لكن مكلفة والتأمين الصحي ضرورة ولابد منه وإلا فلن تستطيع العيش هنا !!
وقفة إجتماعية .. المجتمع هنا بشكل عام لطيف المعشر وخدوم وخاصة لمن يملك عائلة بأطفال فيحاولوا مساعدتهم بكل الطرق
وقفة سياحية .. زرت عدة مدن هنا لكن تظل مدينة نيويورك هي من أسرتني بكل تفاصيلها
الكثير من الأصدقاء الذين ودعتهم هنا لا نعطي لبعضنا الإنطباع بأننا لن نتقابل مرة أخرى وهذا هو الشعور الغريب فلا أظن أنها المرة الأخيرة التي سأرى وأزور هذه الديار طبعاً بعد قضاء الله وقدره ، خاصة مع وجود العديد من المؤتمرات العلمية القادمة لكن تظل الفترة الماضية هي الأجمل بكل ما فيها من فرح وحزن فهي فترة تاريخية من حياتي الشخصية أحمل بها تجربة لا تُنسى !!
الوداع ,,,
رائع ماكتبت ي دكتور .
كل التوفيق والنجاح.دائما وابدا ..
يا هلا 🙂
تحياتي لك ولمرورك وتعليقك الكريم
كلام كتب بماء من ذهب..
خاطره ..جدا رائعه..يادكتور
حياك الله 🙂
شاكر لك كلماتك اللطيفة
قلم رائع وكلمات جممميله ،،
بالتوفيق ~
مرورك وتعليقك هو الأجمل
شكراً لك 🙂
الابتعاث تجربه فريده .. ولها تاثير على شخصيه وثقافه المبتعث
بعض النظر عن الفوائد العلميه
شكرا لك .. لاشراكنا بتجربتك الرائعه
دمت متميزا
🙂
شاكر لك مرورك وإضافتك اللطيفة
🙂
أشكر لك إشراكنا تجربتك الرائعة
حقاً إستفدت من كلماتك الجميلة
……….
أنت من يجب أن يقتدى به
الله يوفقك وييسر أمورك
ان شاء الله نحمل الراية من بعدكم و نواصل المسيرة
الله يوفقك 🙂
خاطرة جميلة جدا، وصلت لي معنى الحياة كمبتعث بكل بساطة وجمال.
الله يوفقك 🙂