رحل شهر الخير رمضان ، شهر من المواعظ والدروس التي هذبت أنفسنا وجوارحنا عن كل خبيث وعلمتنا التقرب إلى الله سبحانه وحب الخير لأنفسنا وللناس من حولنا القريب والبعيد الغني والفقير كلنا سواسية يجمعنا دين وقلب واحد
ما بين البارحة واليوم تغير كل شيء وكأننا كنا نضحك على بعضنا ونمثل أدواراً ليست في أنفسنا ونسينا أن الله يعلم ويرى ما بدواخلنا فكأن كل ما قدمناه هو عرض مسرحي كعادة متبعة كما هو ديننا نأخذ قشوره ونترك نواته التي هي أساس وصلب حياتنا التي خُلقنا لأجلها
أنظر لحالنا وأتعجب إلى أي حال وصلنا في التبعية والتقليد الأعمى فالقليل من يحاول أن يتميز ويبني حياته على دينه ويستخدمه في حياته كأسس للحياة والتعبد ، ما أقصده هو منهج حياتنا من صدق وإخلاص وأن أعمالنا كلها لوجه الله فالمعلم والطبيب والمهندس والتاجر والوزير والحاكم وغيرهم كلنا نتشارك في منهج حياتنا الإسلامي الذي نبني عليه علاقتنا مع الله والناس وأنفسنا حتى أصبح هذا المنهج مجرد تعابير إنشائية نستخدمها للوعظ لا أكثر وكلنا مقصرين فاللهم إرحمنا وإغفر لنا
غالبية المجتمع تريد أن تكون نسخة من بعضها ونخاف أن نشذ والعجب أننا نسميه شذوذ وليس تفرد وتميز وإستقلالية بالرأي حتى أصبح أي مخالف في أي مجال يُنظر له بنظرة توجس وريبة من أفكاره ، ألهذا المستوى وصلنا من السطحية وقتل لكل إبداع !!
نعم هو إبداع أن تقاوم وتفكر بعقلك أنت لا بعقل غيرك وحياته ، حياتك ملك لك أنت من يُحاسب عليها وأنت من يعيش هذه الحياة حتى أصبحنا سجناء في مجتمعاتنا لا نبوح بأفكارنا وتوجهاتنا حتى وصلنا لمرحلة تخمر في الأفكار ووصلنا إلى داعش !!
ما بين براءة مجتمعنا وداعش مشوار طويل لكن هناك من يُقصِر المشوار بل يجد له طرقاً مختصرة دون أن ينتبه له أحد ونقول من أين أتت داعش وأفكارها فلا تذهبوا بعيداً هي من قلب مجتمعنا الصامت التبعي الذي لا يستطيع أن يفكر بعقله لكن بعقل غيره ، هكذا نشأنا أن لا تسأل وفقط إستمع وإفعل وتم تغييب العقل والحجة بذريعة المسلمات والبديهيات تعالى الله سبحانه عن كل هذا الذي كان أول ما أنزل على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: “إقرأ”
بالفعل هم من قلب مجتمعنا مع ان نسبة المتعلمين الآن والحاصلين على شهادات أكثر بكثير من قبل الا أن الجهل مازال يستوطن عقولهم التي يحكٌمها عادات المجتمع واعرافه وغيرها من الأمور المجتمعيه التي ايضاً كان لها الدور الغالب في التربيه متناسين ان الأساس هو تقوية الوازع الديني ولكن لا حياة لمن تنادي ، فاللهم احفظ شباب المسلمين واحفظ أمننا وأماننا ..
ماسطرته كان ملامساً جدا جدا لواقعنا ، فشكراً لحرفگ ..
شكراً لك ولمرورك الكريم 🙂