مازال أثر صدمة حادثة القتل لأطفال أبرياء مع معلميهم في ولاية كنيتيكت جلياً في كل وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي الأمريكي وهي بحق حادثة مؤلمة لا يتمناها أحد لغيره مهما كان توجهه أو نظرته للحياة من منظور ديني مخالف فلكل قاعدة شواذ فكما لديهم السيء فهناك الطيب النقي الذي يساند الآخرين ويختلف مع قومه في نظرتهم لقضايانا الإسلامية والعربية
أول ما أتمناه ويتبادر لذهني في كل مرة أسمع بحادثة قتل خلال تواجدي هو ألا يكون الفاعل مسلماً فهذا الدين العظيم شُوّه بقصد لمصالح سياسية لدرجة أنه إرتبط بكل كره وقتل وحتى المجتمع عندما يسمع بحادثة قتل أو إنفجار فأول ما يفكرون به إرهابي مسلم وحتى هذا المصطلح “إرهابي” الذي أصبح لزمة منذ عهد بسيط ويربطونه بكل مسلم متشدد ولا يوجد بمنهجنا من الكتاب والسنة أي فئات أو أحزاب حتى أصبح الإعلام يحزبنا لمعتدل ومتشدد فأساس الدين والمرجع واحد لكن طريقة التطبيق لا تعطي الحق لأحد أن يهاجم الدين نفسه بل عليه أن يرى ما الذي جعل هذا الفرد أو هذه الجماعة أن تشذ عن البقية فليس الخلل بالدين نفسه لكن الخلل آتي من ظلم وقهر إستبد بهم !!
حادثة قتل الأطفال ومشاهد أسرهم تعطيك لمحة عن كيفية توجيه الإعلام وطريقة سياسته فما حدث لهؤلاء الأطفال الأبرياء تم فعل آلاف الأضعاف مثله بوحشية وحقد بأطفال سوريا وفلسطين ومازالت المجازر مستمرة حتى أصبحت حدثاً يومياً لا يتحرك له أحد من أصحاب القرار فهؤلاء أطفال بلا قيمة سياسية أكثر منها سبق إعلامي إخباري لتغطية الأحداث وزيادة المشاهدين وكأننا أمام مسلسل رعب نتابع أحداثه وننتظر نهايته بقتل الظلم وتبلدت الأحاسيس حتى تناسينا أنه مسلسل حقيقي ويحدث في كل ثانية لكن لأننا بعيدين عن التجربة ولسنا معهم في واقعهم فنعيش حياتنا الطبيعية كأي يوم عادي جديد وننظر لأطفالنا من حولنا وكأن لا شيء يحدث !!
بنظرة عامة كمشاهد لكل الأحداث فكل العالم مشغول بحياته وحتى إن أبدى تأثره فهو تأثر لحظي يحرك مشاعره الصادقة للحظات ثم يعود لطبيعته ونحن بمجتمعاتنا العربية لسنا بعيدين منهم رغم قربنا من الأحداث لكن لازلنا نغوص بالفساد والسرقات وأكل حقوق البشر وقهرهم في ديارهم من قبل أهل ديارهم فلماذا نطالب الغير بالنظر والإهتمام بمشاكلنا إذا كنا نحن لا نهتم بمشاكلنا ونحن سبب مشاكلنا !!
وأختم تدوينتي لأبيات للشاعر عماد بن أحمد الشريف (عناد القاف) في قصيدة “العزيز” ..
يحيا العزيز بعزته شامخ الراس * واللا الذليل يموت في عز ذله
ومن عاش شاف فدنيته كل الأجناس * من كل جنس وكل مذهب ومله
ومن عاند الدنيا توريه الأتعاس * يلقى القهر ويموت في وسط غله
راع الوفا ممشاه مع خيرة الناس * وراع الردى راع الردى صاحبٍ له
وما للردي في مجلس العز مجلاس * أصلاً ولا حتى يجيه ويصله
بعض الرجال أغلى من كنوز الالماس * سيف لياجات اللوازم تسله
له فزعة تظهر ليا صرت محتاس * ودرب الوفا ما كل رجلٍ يدله
وبعض العرب من تحت الأقدام ينداس * وبعض العرب من فوق راسك محله
وبعض العرب صداقته معك نوماس * وبعض العرب صداقته لك مذله
وبعض العرب لا مات تجزع له الناس * وبعض العرب لو مات محدٍ فطن له
لا باس يا قلب يبي المجد لا باس * مادام فعل الطيب فينا جبله
ما عاد فالدنيا مسرات وأوناس * عله تقفي عنك وتجيك عله
ما كل كيف يسبب لراسك عماس * والكيف ما تلقاه في كل دله
أعوذ بالرحمن من كل وسواس * ومن كل حاسد شال فالقلب غله
أخذتلي في شبة العمر مرواس * وجربت فالاصحاب من كل شله
واعلنت من خوة هل الطيب الافلاس * ولا كل رجال يناسبك دله
لي فالملا نظره ومبدا ومقياس * ولا أقول أخذت العرف والعلم كله
لكن لي قدوه عزيزة ونبراس * والجيد أصله للمكارم يتله
والبيت يبقى دام مبني على ساس * وإن كان ماله ساس مادام ظله
والادمي عمره محدد بالانفاس * رحال في دنياه والقبر حله
وماذا عسانا أن نقول او نطرح بعد قلمك
سوا حسبي الله ونعم الوكيل.
تحياتي لك
همس الليالي.
شكراً على مرورك 🙂