KAUST

أكثر ما لفت إنتباهي ولفت إعجابي في الفترة الماضية هو جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية KAUST ، ربما مللت مثل غيري بسماع الكثير من أحجار التأسيس في بلادنا ثم ما نلبث أن نسمع عنها شيئاً وتندثر مع الزمن لكن هذه الجامعة إستثناء فمنذ نشأة فكرتها وحتى خطوات تطويرها كانت مازالت موجودة ووقت إفتتاحها كان محدداً وطريقة حفلها كان يعطي دلالة واضحة عندما قامت بدعوة العديد من الزعماء على فخر المملكة العربية السعودية بهذا المنجز وحتى تظهره للعالم

فكرتها بسيطة وناجحة لأنها بدأت من القمة ولم تعتمد على ذاتها الداخلية لكن جلبت الأفضل ولم تكابر وكانت واقعية فإستحقت الإحترام ، مديرها ليس سعودياً وإدارتها الداخلية متوازنة نوعاً ما بين السعوديين والأجانب ، ربما يرى البعض هذا إنتقاصاً من المؤهلات الداخلية لكن لنكن واقعيين لدينا سوء إدارة في أغلب مرافقنا والسبب ليس لقلة الكوادر الجيدة لكن المحسوبيات والمجاملات طاغية على الإبداع ولهذا فمصير إداراتنا الفشل

هذه الجامعة ليست تحت غطاء التعليم العالي ولا المالية لكن تحت شركة أرامكو ، يراها البعض صفعة لهذه الجهات وهي كذلك وكم أتمنى أن تفيقها من سباتها العميق فكم أهلكت من مشاريع وكبلت عدة كوادر بزعم القوانين والأنظمة التي لا تسمح وكأن هذه الأنظمة من صنع غيرنا وهي دائمة ولا تتغير أو تتبدل مع تغير الزمن !!

النقطة التي يأخذها البعض على هذه الجامعة أنها مختلطة ، لست بموقع لأفتي في هذه النقطة لكن لماذا دائماً نسبق الأحداث فالجامعة لازالت في أولى خطواتها وتحتاج الدعم ولم تظهر منها أي بوادر لإثارة أي مشاكل داخلية بالمملكة لكن البعض يريد إشعال الفتيل بين فئات المجتمع بين مهاجم ومدافع ونسوا أو تناسوا الهدف الأسمى للجامعة وهو الإرتقاء بالمستوى البحثي والتعليمي للمملكة بغض النظر عما يدور في نفس الإنسان فكما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم “كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ، فالإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته ، والرجل راعٍ في أهله ومسؤول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ، والولد راعٍ في مال أبيه ومسؤول عن رعيته ، والخادم راعٍ في مال سيده ومسؤول عن رعيته ، وكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته” ، فلدينا حاكم وهو المسؤول عن رعيته فيما يراه أمام رب العالمين